•.₪.•° تأملات في الظلام •.₪.•°

•.₪.•° تأملات في الظلام •.₪.•°

الليل والنهار آيتان وعلامتان تشهد بوجود الله ووحدانيته تتابع كل يوم وفق خطة رسمها الله فتطول
أو تقصر تبعا لمقتضى حكمه ترى هل فكرتم يوماً بأسرارهما
نقف كثيراً عند مفاتيح العلم ولكننا قليلاً مانتفكر ونتدبر ونتأمل ونعتبر..
قال تعالى:
{ وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُواْ
فَضْلاً مِّن رَّبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلاً } [ الإسراء:12] .

ليلة البارحة سبقتني أختي الصغرى للنوم وبما أننا ننام في نفس الغرفة كان من الصعب
علي أن أشعل الضوء فتحت الباب على مهل وبهدوء شديد حفاظاً على راحتها
كانت الغرفة مظلمة جداً ولم يكن هناك أي بصيص من نور ...

أخذت أتلمس الأشياء بحذر فلقد كنت خائفة من سقوط أي شيء في طريقي
مشيتُ رويداً رويداً لأصل إلى سريري وكنت أحدق في جزيئات الظلام الكالح
وكأني أنتظر شعاع يصدر من الأشياء لينير لي طريقي أكملت خطواتي
واستلقيت على سريري حينها تزاحمت الأفكار في خيالي وكشفَ لي تفكيري نعم الله عليّ ...
نعم كثيرة وحمدتُ الله على آلاء التي لاتحصى...
قال تعالى :- (وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ) [النحل: 18].

حمدتُ الله على نعمة النور الذي خلقه ليضئ لنا لنرى ماحولنا
فبدون الشمس التي خلقها الله سنعيش في ليل سرمدي ثم لولا توفيق الله وإلهامه
لنا لإكتشاف الكهرباء لضقنا واختنقنا من ظلام الدنيا وكربتها ولشعرنا بأننا فقدنا الأوكسجين بفقد الضوء...

وحمدتُ الله على نعمة البصر لقد شعرت بإحباط وضياع للحظات
وأنا أتلمس الأشياء في الظلام وقلت في نفسي دقائق في الظلام
جعلتني أرتبك وأحزن فما هو حال من فقد تلك النعمة ؟؟؟
شعرت بتقصير برغم دوام شكري للواهب وأحسست
بأني أريد أن أصرخ وأقول اللهم لك الحمد حتى ترضى وإذا رضيت وبعد الرضى ..

وأدركت أكثر عظمة النظر و ألم الحرمان من نعمة البصر فتلمسي للأشياء
حرك تفكيري بشكل أكبر فتعدى منطقي إلى آخر حدود الدنيا وصور لي القبر
وظلمته وضيقه ووحشته لاإله إلا الله ماذا فعلنا لنستعد أول منازل الآخرة...

وقال تعالى : -{ كل نفس ذائقة الموت ثم إلينا ترجعون}.
تنهدتُ برجاء وخوف مسلح بالدعاء وكبُر مجال خيالي ليصل إلى ماهو أشد وأمر
وأدهى جهنم المظلمة النار الموقدة التي تطلع على الأفئدة نعوذ بالله من حرها وشررها
ولهيبها من ظلمتها و خزنتها اللهم إنا نسألك بوجهك الكريم الجنة ونعوذ بك من النار...
وبعد أن أرهقتُ دماغي بعمق التفكير شعرتُ بحاجة أكبر للنوم
فأغمضتُ عينيَّ وأنا متعبة جداً وكأني وصلت من سفر و نمتُ نوماً عميقاً بقدر تفكيري ..