السبت، 2 مارس 2013

** فرحة التوبة **

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
** فرحة التوبة **
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
في ليلة مطيرة من الليالي أصرت سعاد على البقاء في الجو الطلق على كرسي ،
وأخذت تفكر وتتأمل في روعة المطر ...
تلك اللحظات التأملية جعلت سعاد تفكر بشكل ناضج وواعي ...
استمر المطر يتساقط بغزارة يتدافع بقوة كنبضاتها المتعالية محدثاً صوتاً يجعل مشاعرها تختلط ...
خوف ورهبة ... قلق وتوتر ... يأس وأمل ...
إحباط وطموح ...
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
سعاد فتاة تائهة لا يدل اسمها عليها ، فهي تعيسة لأنها ابتعدت عن الطريق الصحيح ...
لقد غرقت في المعاصي وسبحت في بحار الذنوب ...
لا تذكر آخر مرة توضأت فيها ولكنها تذكر أنها قبل أن تخرج من منزلها أطفأت سيجارة !!!
كان قلبها يتكبد مرارة وحرارة المعصية ...
تمنت أن يخرج من جسدها لتطفئ الأمطار تلك حرارته ...
الهواء المتمرد يصفع القطرات بقسوة , تتناثر ذرات كثيفة منه في أرجاء المكان....
بلل الرصيف حيث يمشى المارة...
قطرات متدفقة تنهمر لتغسل الشجر والحجر والمباني ...
حتى الأنوار غسلها ذلك المطر
فأصبحت متلألئة وكأن الدمع بعينيها....
أمسكت سعاد قلمها لتكتب بدموع الندم على الطريق الواسع الرحب لعلها
تجد طريقة لصياغة المشاعر المتضاربة ...
وبعد أن أخرجت دموعها ما يجول بخاطرها شعرتْ بارتياح ...
وبدأت إيقاعات قلبها الصغير تختلف ..
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
(2)


هتف صوت من حولها ألتفتْ بسرعة لتجد هامة طويلة !!!
تاهت نظراتها في ملامحه الوسيمة والدهشة مرسومة على وجهها...
عم السكون أرجاء الحي ثم فاجأها بحديث قطع ذلك الصمت ...
هل عرفتيني ؟؟؟
سعاد :- لا من أنت ؟!
هو :- أنا ضميرك الساكن أعماقك ....
أنا وجدانك ...
أنا جهازك الذي عطلتيه عن العمل ...
سعاد بتعجب :- ضميري !!!
الضمير:- نعم ضميرك ولما العجب ؟!
سعاد :- الآن استيقظت أين كنت طيلة حياتي ؟!
الضمير:- ومن قال لكِ أني أنام ؟!
أعيش في ألم ... أستقبل طعناتك ...
وأتجرع سمومك كل يوم ....
لم يهدأ لي بال ولم يغمض لي جفن ...
ألم تكوني السبب الأول في صمتي و سباتي ألم تتمني وفاتي ؟؟؟
كلما حاولتُ النهوض ضربتي رأسي وكلما حاولت التكلم كتمتِ أنفاسي
وكلما حاولتُ التحرك قيدتِ يدي ثم تقولين أينَ كنت ؟؟؟!!!
ضاع عمري في محاولات ولكنني كنتُ أفشل كل مرة....
انفجرت سعاد تبكي بحرقة وألم فتبسم الضمير في وجهها قائلاً :-

( هذا أول الخيــر ) ...
فالندم على ما فات أول خطوة من خطوات التوبة ...
سعاد :- كيف يغفر الله لي بعد تمردي وعصياني ....؟؟؟
كيف يتوب عني وأنا لم أسجد له سجدة واحدة ...؟؟؟؟
الضمير :- إن الله فرٍحَ بتوبتكِ وقبلها فاعزمي عليها وتجردي من ثياب الدنس و الرذيلة
والبسي رداء الإيمان وتعطري بعطر الحياء ...
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لله أشد فرحاً بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم
كان على راحلته بأرض فلاة فانفلتت منه وعليها طعامه وشرابه
فأيس منها فأتى شجرة فاضطجع في ظلها قد أيس من راحلته
فبينا هو كذلك إذا هو بها قائمة عنده فأخذ بخطامها ثم قال من شدة الفرح
اللهم أنت عبدي وأنا ربك أخطأ من شدة الفرح" رواه مسلم.
وعن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "
كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون"
رواه الترمذي وأحمد وحسنه الألباني رحمه الله تعالى .
وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "
والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم
" رواه مسلم .
الآن اذكري الله وامنحي نفسك فرصة للحياة اقلبي صفحة الماضي
وافتحي صفحة بيضاء املئيها بالعمل الصالح البر الذي يجلب لك النعم
ويدفع عنك النقم لتقر عينيك و لتحيا روحك ولتتذوق نفسك لذة القرب من الله ...
ثم تلى قول الله تعالى { قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لاتقنطوا من رحمة الله
إن الله يغفر الذنوب جميعًا إنه هو الغفور الرحيم. وأنيبوا إلى ربكم
وأسلموا له من قبل أن يأتيكم العذاب ثم لا تنصرون } الزمر: 53 – 54 .

وقال تعالى { إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين } البقرة : 222 .
وقال سبحانه { ألم يعلموا أن الله هو يقبل التوبة عن عباده } التوبة 104 .

لقد غركِ الشيطان كثيراً وخدعكِ وزين لك الشهوات والمحرمات
ونفسك الأمارة بالسوء قادتك للطريق الخاطئ ولكن الله سبحانه
وتعالى لطيف رحيم بعباده أراد لك الخير بصحوتي فماذا تنتظرين ؟
لا تحزني أبشري بالمغفرة فالله سوف يبدل سيئاتك حسنات ...
هنئاً لك توبتك ...
قال تعالى: { وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ
وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً*
يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً* إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً
فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً * وَمَن تَابَ
وَعَمِلَ صَالِحاً فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَاباً} [الفرقان: 67- 70 ].

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
(3)
احتضنت سعاد ضميرها بعد طول فراق واعترفت بذنبها
و عرفت أن باب التوبة لا يُغلق في وجه لاجئ استغفرت ربها وأنابت إليه ...
واستشعرت لأول مرة جمال الغيث وأحست أنه لم يغسل مدينتها
فقط بل غسلها أيضاً من ذل المعصية ودرن السيئات ...
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
أيّها العَاصي ...
كم ذهب من عمرك؟!
ألا يكفيك ضياع وتيه أيها الإنسان ؟!
هل تعلم أنك توبتك هي ساعة ولادتك ؟؟؟
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
استعذ بالله من الشيطان وأقبل على الله فالله أكرم الأكرمين رب العالمين
أحن عليك من أمك وأبيك وأقرب لك من كل قريب تذكر
أن باب التوبة لا يقفل فبادر بفتحه قبل فوات الأوان ..
،
،
،
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق