الجمعة، 1 مارس 2013

رسالة خيالية - قُبلة على جبين القمر !-

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

رسالة خيالية - قُبلة على جبين القمر !
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
وصلت رسالتك ترياق زفها الليل يضمها بجناحه الطويل
يفوح منها عطر المساء المترف الدافئ ليستمر حتى الصباح
فينبعث على شكل مختلف عطر النهار المنعش المستخلص من زهور
البنفسج المجبولة برائحة خشب الصندل ..

وعدتُك أن أكتب ردي مباشرة بعد قراءة آخر حرف ولكن اعذرني
فقبل أن أكتب رسالتي دعني أُنقب عن سر توهج معانيك
و اسمح لي أن أعيد قراءة رسالتك الندية مرات متكررة
لتُنظم عواطفي المبعثرة ولتشحن معنوياتي المندثرة ولتحفز قريحتي الخجلة...

استغرقت في قراءتها 3 ساعات !َ
قد تتعجب من ذلك لكني سأشرح موقفي وأفصل وأبين الأسباب ...
الساعة الأولى لا تُحسب ضمن المرات فهي ساعة ذهول
واندهاش وانبهار ممزوجة بطيران الفرح والاغتباط ...

أما القراءة الثانية محاولة استيعاب فالكلام مشرب بالشهد
والصفحة تطول وتطول لتذُهب ما فيّ من خمول خلتُها صفحات
أقلبها مئة مرة ومرة وأطويها ألف مره ومرة و أقبلها وأشمُها مليون مرة ومرة !

وقراءة ثالثة مُتفحصة لكل كلمة وكل حرف وكل معنى غائر بين السطور
ولكل شعور منثور في أحياء تلك المدينة الساحرة ...

أتجول بشوارعها أُكبِّر فيها المشاهد التي لا تُرى بالعين المُجردة
و أمتص منها مزيداً من الإلهام و كثيراً من الغرام لأحشو
يراعي الجاف برحيق الشوق الغالب الطاغي على حوافها..

من بدايتها وحتى نهايتها مشتعلة بعطر الشوق ..

لا أعرف إن كانت قصيرة لدرجة اللذة أم أنها طويلة لدرجة الإشباع !
لكن الذي أعرفه أني شبعتُ وما شبعت و ارتويت وما ارتويت !

رسمتني فيها بل نحتَ ملامحي بدقة المعاين
و صورتني بالخُلق السمح بسخاء حاتم الطائي ...

أنت ما أجملك !
أنت ما أكرمك !
أنت سبحان من سواك ...
سبحان من ألهمك ...

كلما قرأتًُ سطراً غردت ابتساماتي على كافة تفاصيلي
وكستني الثقة من جميع جوانبي وزينني الحياء والوفاء
و الحنان والامتنان حالة خاصة لأنك تشبهني ...

وبين المقطع والمقطع أبل ريقي بسلاف ذلك الإحساس المتكرر في كل مقطع
( أعشقكِ وأهيم فيك من رأسي حتى قدمي )...

ارتعشتْ آمالي وترعرعتْ بما جاد به قلمك وقلبك
وتخضبتْ بالجمال والروعة....

مثير أنت بحجم البُعد و مبدع بكل لغة من لغات الوله المسكوبة
بفصاحة شاعر متمرس على قنص قلب عصفورة طائرة رقيقة معلقة
في صدر روحك المغروسة في أرض اليقين الطاهرة ...
قسراً قيدتني فلم أعرف كيف أتصرف ...

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

وحينها كتبتُ إليك نزفاً ممزوجاً بدموع الفرح يا حياتي ...!
فبعد ملامسة ذلك الصب تدفقت تعابيري جنون أنثى ذات أجنحة من ورد!
أغمس ريشتي بدمعي و أصوغ ما يمليه عليّ النبض من
خفقات متتالية متعاقبة ترسم مؤشر مرتفع من الحب ...

صدقني هي التي ألّفت لهفتي وخطت رسالتي فالدموع
تشاطرني الوقوف في كثير من المحطات حتى السعيد منها !

ألم تسمع بدموع الابتهاج يا بهجتي ؟

بوضوح تعابيرك كشفتُ جوانب كثيرة من شخصيتك و لونتُ بالخيال صورتك ...

بدراً و بحراً ...
سماءً و أرضاً ...
خيلاً و صقراً...

كل جزء يجاري فصل من حياتك و كل قسم يساير سهم عبقري موجه صوبي ...

ملكتني بل ملكتَ كل ما فيّ من خلايا وطعمتني ضد فيروس اليأس بسلالة المجد
و زينتَ منهجي وزكيتَ أرجائي بعناقيد قواميس
لا تختزن سوى الحب الملائكي العذب النقي .....

أتمثل أمام مبناها محدقة مشدوهة أركز في مركز ذلك الشعاع الساقط
بقوة برق يخطف الأبصار يسبق رمشي ونََفََسي
ليتوسد برضاي قلبي وعقلي وكياني...

لم تكن سعادتي عادية فكم من الوقت طاف وأنا جالسة في مقعد الانتظار أتأمل
وصول مسافرين ومغادرة آخرين والحقيبة مستعدة والأوراق الثبوتية
جاهزة أتنهد لا حيلة لي منهكة في مطار الرحلات المؤجلة حتى إشعار آخر ..
الأمر لا تجدي فيه الواسطة فالحجوزات هنا لا تُشترى بالمال إنها قدرية مئة بالمائة ...
كنتُ أُعدُ نفسي حاضرة غائبة في كل الأحوال وتثبتني نفسي لتسند ضعفي فتقول :-

"تصبري لم يتبقَ إلا ساعات الأماكن متأهبة لكن قائد المركبة لم يوفق بالوصول بعد ! "

هكذا كانت الأيام تتلاحق وكأن أحد يركض خلفها وأنا على ما أنا عليه حتى أتاني الله بك نوراً
يزيح عتمة الماضي الأليم ويتوج حسن ظني بخالقي نعيماً ورخاءً بحجم الصبر والثقة .....

الله الله ما أطيب ما سقيتني !
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

لقد كانت قراءاتي لها تدريب على الحكمة وتمرين على الاحتمال ...

ولهذا سوف أعلقها على جدران ذاكرتي محفورة بماء الإبريز أبروز
من خلالها الامتنان وأحافظ عليها من صدأ النسيان...
أنت يا حبي أستاذ مشاعر و ميدان واسع لحرية الفكر والعمل والمنطق...

أنت يا سيد الأحجار الكريمة ويا منبع المطر المنهمر فيك من المرونة ما ينحني له الحرف
ويتشكل له المدلول بكل سلاسة و وضوح ...

تلين بين يديك عجينة من المسك والعنبر وقليل من الريحان الأخضر شذى الوئام
و ندى الانسجام تدهن فيها جسدي لتنعش حواساً جمدها الإهمال ترش عليها رذاذ الغنج
والدلال فتحيي مفاهيم الطفولة الوردية و توقظ شعارات شبابية كانت على شفا الموت.....

أنت خبير متمكن في استثمار الحروف الثماني وعشرين إلى مئات الألوف
ومعجمك المنفرد يترجم الخلجات باللمس والهمس ....
بالنظرة والإشارة ...
إنه جهاز يؤكد كيميائية الأرواح ....

اليوم أنا سعيدة جداً غارقة في الحبور فما أمسكه الآن بمثابة شهادة تقدير
و امتنان مقدمة من أغلى الناس ....
حينما كنتُ أغرق كانت روحي عينٌ ثالثة ترى ما لا أراه
تساعدني في قطاف الفحوى فاكهة شهية طرية طازجة وآنية
كلما لثمتُها تقاطرت العصائر بغزارة شراباً منسجماً هنيئاً مريئاً ....
أشكرك يا سيد الإحساس و أشكر الإله الكريم الجواد المحسن الفياض ...

ها أنا ألملم بقايا اللؤلؤ من بين يدي لأسجل الخاتمة آخر التفاتة على شكل فاصلة
فما في قلبي لم ينتهِ ولن ينتهي أبداً وأعدك أن أكمل ما تبقَ في رسالة قادمة
فتقبل مني هذا الهذيان لحظة إغماءة ائتلاف الشمس بالقمر
وتذكر أن أحرفي قُبلة على جبين القمر ....

النجوم ترقص والسماء تصفق والكواكب تصور المشهد
وتدون الحدث في سجلات الزمن الفذة لتفتح للعالم بوابات حديثة للخيال...!

11-10-2010 م
 
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق