( فهد في مدرسة الغد )
هذه قصة واقعية الهدف منها تعليم الناشئة
بعض مبادئ الإسلام وقيمه أتمنى أن تنال على رضاكم ...
/
/
/
( الفصل الأول )
فهد طالب في الصف الأول ثانوي يعيش في الرياض في حي راقي ،
ينتمي لأسرة محافظة و مقتدرة ، متفوق ومجتهد ،
درس المرحلة الإبتدائية في مدارس يعتمد منهجها على تحفيظ القرآن الكريم
ليكون من حفظة كتاب الله دوماً يردد حديث الرسول صلى الله عليه وسلم
: ( يقال لصاحب القرآن: اقرأ وارقَ، ورتل كما كنت ترتل في الدنيا،
فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها ) رواه أحمد .
أبوه طبيب ملتزم ، وأمه معلمة خلوقة ،
ولديه أخوان توائم ( زياد وحسام ) ولم يرزقه الله بأخت ....
فهد يمتاز بالهدوء والحكمة ... خلوق ومهذب ...
يجتهد ليصبح مثل أبيه طبيب مخلص يخدم وطنه بتفاني ....
في يوم من الأيام خرج فهد كعادته مبكراً للمدرسة ، إستيقظ بنشاط ،
وإستقبل يومه بإبتسامة لأنه يعلم أن تبسمه في وجه أصدقائه صدقة ،
ويدرك أهمية البسمة في نشر المحبة والألفة بين الناس ...
وصلَهُ السائق إلى المدرسة دخل فرحاً فإذا به يجد صديقة نواف قد سبقه في الدخول ...
إقترب منه مبتسماً السلام عليكم نواف كيف حالك ؟
نواف :- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ...
الحمد لله بخير كيف حالك أنت يا فهد...
فهد:- اللهم لك الحمد بأحسن حال ....
جلسا على الكرسي وما هي إلا لحظات وإذا بخالد وفواز ينضما لهما ...
إجتمعا الأربعة في ساحة المدرسة يتحدثون عن الإختبارات القادمة
فلم يبقى سوى أسبوع لبداية الإمتحانات النهائية ...
خالد :- شباب لماذا لانهرب اليوم من المدرسة ؟
نواف :- فكرة رائعة ياخالد ...
فهد:- ماذا نخرج من المدرسة ؟!
لا ... لا أوافقكم أبداً كيف نترك المدرسة
وقد إئتمننا أهلنا على العلم ودفعوا لنا الغالي والرخيص لتوفير حياة طيبة ..
كيف نكون أبناء الغد إن لم نحافظ على هذه الأمانة ؟!
فواز :- لاتضخم الأمور يافهد لن نتأخر سوف نخرج
وسريعاً سوف نعود لن يشعر بنا أحد ....
خالد :- يعجبني ذكائك يافواز نعم لن نتأخر وأنا لا أقصد هروباً فعلي لا ...
إنني أقصد أننا سوف نتجول قليلاً خارج المدرسة بالسيارة
ثم نتناول وجبة الإفطار ونقضي يوم مختلف تعبنا من الدراسة ...
نواف وفواز بصوت واحد :- لاتكن معقد يا فهد هيا معنا ....
فهد في موقف محرج لايرد أن يظهر ضعيفاً ومعقداً
في نظر أصدقائه ولكن فكرة الهروب غير جيدة في نظره ...
سكت فهد يفكر قليلاً يسمع حديث متناقض الأول حديث ضميره
ينبهه من الوقوع في الخطأ والثاني حديث نفسه الأمارة بالسوء ..
ولكن للأسف في نهاية المطاف سمع فهد حديث نفسه ....
( الفصل الثاني )
ترك الطلاب الأربعة المدرسة متجهين إلى البوفية يجوبون
ويتجولون في شوارع المدينة يضحكون
ويمرحون ولكن فهد شارد الذهن يفكر في أبيه وأمه
وفي الرسالة السامية التي ضيعها ....
بعد أن تناول الطلاب بنهم شديد وجبة الإفطار فكروا أن يعودوا للمدرسة ....
دخلوا جميعاً يحيطهم الخوف يترقبون توبيخ المدرسين وأسئلتهم ....
مشوا على مهل حتى لايسمع أحد وقع نعالهم ...
ولكنهم وجدوا مدير المدرسة يقف بإنتظارهم ...
فهد وأصدقاؤه طلاب مجتهدين
ولكن الشيطان أغواهم ذلك اليوم وإنتصر عليهم ...
المدير بغضب :- أين كنتم ؟!
خالد مرتبكاً :- ها ... ماذا ... كنا في ... في .. نفطر ...
المدير بذهول :- تفطرون !!!!
نواف يكمل حديث خالد المتلعثم :- كنا نفطر ... نعم أستاذي ...
أردنا أن نفطر في البوفية اليوم فخرجنا ...
المدير مستنكراً :- من أذن لكم ؟؟؟!!!
من أعطائكم الحق في الخروج ؟؟؟!!!
منذُ متى كان الطلاب يخرجون لتناول وجبة الإفطار ؟؟؟!!!
الطلاب وقفوا بخجل أمام المدير وبخوف شديد فالمدير غاضب جداً ...
عم الصمت لحظات ثم قطعه صوت فواز ....
:- نعتذر أستاذي لقد أخطأنا ولن نكرر خطأنا مره أخرى ....
فهد لم يتفوه بكلمة لأنه يعلم حجم غلطته منذ البداية ....
المدير :- لم أتوقع ذلك منكم أبداً خاصة أنت يافهد ...
هل أسرتكم تعرف عن أمر خروجكم ؟؟؟!!!
فواز ... خالد ... ونواف بتردد ها .. نعم ....
المدير يكمل كلامه :- وأنت يافهد ؟!
فهد بتردد وحيره وبصوت يشوبه القلق :- نعم ...
المدير :- سوف أتأكد بنفسي ....
( الفصل الثالث )
ذهب المدير لمكتبه ليتصل بأولياء الأمور
ليتأكد من معرفتهم بأمر خروج الطلاب ...
إبتدأ بلإتصال على والد فهد ...
المدير :- السلام عليكم والد فهد ..
الطبيب محمد والد فهد :- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ....
المدير :- أعتذر عن إزعاجك أخي الكريم الطبيب
محمد معك مدير مدرسة الغد الإسلامية ...
والد فهد :- حياك الله أهلاً بك لايوجد أي إزعاج نحنُ في الخدمة ...
المدير :- أحببتُ أن أسألك فهد هرب اليوم من المدرسة
هو وأصدقاؤه لتناول وجبة الإفطار خارج المدرسة
هل لديك خلفية عن ذلك ؟؟؟!!!
والد فهد :- ماذا تقول ؟!
فهد هرب من المدرسة ؟!
المدير :- نعم أخي محمد ولدك فهد فاجأني اليوم لم أعهد عليه ذلك ...
والد فهد بعضب ممزوج بحياء :- لا ليس عندي أي خلفية عن خروجه ...
المدير :- أخي الطبيب محمد أتمنى أن تأتي بنفسك
لتستلم فهد فلن نسمح له بالخروج إلا بحضورك ...
والد فهد :- خيراً إن شاء الله إنتظرني لن أتأخر ...
المدير :- في أمان الله ..
والد فهد :- بارك الله فيك ...
أكمل إتصالاته فوجد الأباء لايعرفون شيئاً عن خروج أبنائهم وإستهتارهم ...
الطلاب ينظرون بعضهم بعضاً بنظرات حيرة وخجل وخوف
تختلط بكثير من الأمل بعفو المدير ...
المدير إستفزه كذبهم رافعاً صوته :- وأيضاً تكذبون !!!
ألا يكفي مافعلتموه لتكذوا ؟!
لا بد أن تعرفوا قدر العلم وهيبته ...
لابد أن أعلمكم أهمية الرسالة التي تحملونها ...
أنتم أبناء الغد وجيل المستقبل ..
أين هي ذمتكم وضميركم تهربون من المدرسة ؟!
لاحول ولاقوة إلا بالله ..
لماذا لاتحافظون على الثقة التي محناها لكم ؟!
لماذا لاتقدرون نعمة العلم ؟! كم شاب حُرم منها !!!
كم تمناها كثيرين ولم يجدونها !!!
جلس المدير مستنداً على مكتبه محملقاً فيهم غير مكترث
بصوت الهاتف الذي لم ينقطع رنينه ،
وأخذ يقدم نصائح كثيرة للطلاب الأربعة ...
خالد يخفي دموعه :- سامحنا أستاذي لن نكررها ....
المدير :- إذهبوا سوف نستدعيكم بعد قليل ...
أداروا ظهروهم على حياء كل واحد يجر أذيال الندم الآن شعروا بالخيبة والألم ...
( الفصل الرابع )
لم تمضي نصف ساعة وإذا بالطبيب محمد يدخل على المدير
يسلم عليه بحرارة يشكره على إهتمامه وحرصه ..
المدير الشكر لك أخي الطبيب محمد فتقبلك
وتجاوبك السريع له آثار مثمرة للتربية ولا أجد هذا عند كثير من أولياء الأمور ...
يسلم عليه بحرارة يشكره على إهتمامه وحرصه ..
المدير الشكر لك أخي الطبيب محمد فتقبلك
وتجاوبك السريع له آثار مثمرة للتربية ولا أجد هذا عند كثير من أولياء الأمور ...
والد فهد :- جزاكم الله خيراً ... الآن أشر علي ...
ماهو العقاب المجدي لفهد ...
ماهو العقاب المجدي لفهد ...
المدير :- أنا لم أدعوك إلا لتكون على إطلاع بما يفعله إبنك هنا
ولك الحق في إتخاذ العقاب المناسب
وللأمانة فهد طالب خلوق ومهذب ومجتهد وهذه أول مره يخالف ...
ولك الحق في إتخاذ العقاب المناسب
وللأمانة فهد طالب خلوق ومهذب ومجتهد وهذه أول مره يخالف ...
والد فهد :- الحمد لله .. ولكن أين هو فهد ؟
المدير :- الآن سوف نستدعيه ...
المدير :- الآن سوف نستدعيه ...
دخل فهد غرفة المدير ينظر إلى أبيه بعين منكسره ،
ألقى التحية على الجميع ثم أقبل بوجل يقبل رأس والده وتسمر في مكانه ...
ألقى التحية على الجميع ثم أقبل بوجل يقبل رأس والده وتسمر في مكانه ...
عندما قبل رأس والده إمتص كثيراً من غضبه ...
ما أثار عجب فهد أن أبيه لم يتفوه بكلمة واحده
أمام المدير وقال له حديثي معك في المنزل !!!
أمام المدير وقال له حديثي معك في المنزل !!!
فهد يحدث نفسه " يا الله آسف يا أبي أتيتُ بك من عملك .. عطلتك ...
أرهقتُ شعورك ...
بدل من أن أكون سبب فخرك أحزنتك وأحرجتك ...
يالـِهذا الصمت المرعب ماذا ينتظرني لماذا لايتكلم أبي ؟
" وسرح بخياله يفكر بعاقبة أمره ...."
أرهقتُ شعورك ...
بدل من أن أكون سبب فخرك أحزنتك وأحرجتك ...
يالـِهذا الصمت المرعب ماذا ينتظرني لماذا لايتكلم أبي ؟
" وسرح بخياله يفكر بعاقبة أمره ...."
المدير قطع خياله قائلاً :- عُد يافهد إلى الفصل وسوف نتخذ اللأزم ...
كلمات المدير ترددتُ في أذن فهد
" ياتُرى ماهو عقابي أنا وأصدقائي ... ليتني لم أستمع لإغرائهم ...".
" ياتُرى ماهو عقابي أنا وأصدقائي ... ليتني لم أستمع لإغرائهم ...".
عاد فهد مطأطئ الرأس يمسح دموع الندم
عن وجنتيه المحمره ووجهه المتعرق خجلاً وألماً ...
أكمل اليوم بحال متوتر لا يعرف أي الحالين أهون ...
هل بقاؤه في المدرسة أفضل أم عودة أرحم ...
جاء وقت الصلاة توضأ الطلاب جميعاً وإجتمعوا لأداء الصلاة ...
عن وجنتيه المحمره ووجهه المتعرق خجلاً وألماً ...
أكمل اليوم بحال متوتر لا يعرف أي الحالين أهون ...
هل بقاؤه في المدرسة أفضل أم عودة أرحم ...
جاء وقت الصلاة توضأ الطلاب جميعاً وإجتمعوا لأداء الصلاة ...
توضأ فهد ودعى الله أن يعفو عنه ويتجاوز عن خطئه
وأن يسهل أمره في مواجهة أبيه بعد عودته ....
وأن يسهل أمره في مواجهة أبيه بعد عودته ....
إنقضت ساعات الدرس وإنتهي اليوم وحان وقت العودة !!!
فهد يفكر كثيراً ماذا أقول لأبي ؟!
كيف أبرر موقفي ؟! كيف أخفي كذبي ؟!
فهد يفكر كثيراً ماذا أقول لأبي ؟!
كيف أبرر موقفي ؟! كيف أخفي كذبي ؟!
ليتني لم أخرج وليتني لم أكذب ...
( الفصل الخامس )
وفي الساعة الواحده والنصف بعد الظهر وصل فهد إلى المنزل ،
دخل بهدوء يشوبه القلق ..
لم يجد سوى الخادمة وأخوته الصغار اللذان عادا قبله ،
سألهما بصوت مبحوح هل عاد أبي ؟
دخل بهدوء يشوبه القلق ..
لم يجد سوى الخادمة وأخوته الصغار اللذان عادا قبله ،
سألهما بصوت مبحوح هل عاد أبي ؟
أجابا بعجب :- لا لم يعد لماذا تسأل ؟!
فهد :- لاشيء .. لاشيء ...
فهد :- لاشيء .. لاشيء ...
دخلت غرفته يبدل ملابسه ثم أخرج مصحفه من حقيبته
ليقرأ آيات إستعاذ بالله من الشيطان الرجيم وسمى بالله فتح المصحف
بدون تخطيط على سورة مريم ليفاجأ بأنه يقف عند قوله تعالى :
"وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِإِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا "[مريم41] ثم يكمل قرآته حتى قوله تعالى:
"وَاذْكُرْفِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا" [مريم 56].
ليقرأ آيات إستعاذ بالله من الشيطان الرجيم وسمى بالله فتح المصحف
بدون تخطيط على سورة مريم ليفاجأ بأنه يقف عند قوله تعالى :
"وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِإِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا "[مريم41] ثم يكمل قرآته حتى قوله تعالى:
"وَاذْكُرْفِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا" [مريم 56].
فاضت عيناه من الدمع قائلاً : - يالله إغفر لي ...
عاد والد فهد إلى المنزل في الساعة الثانية
والنصف دخل على الأسرة سلم ثم صعد سريعاً بدون أن يخاطب أحد ...
وفهد يترقب بخوف نداء والده ..
إجتمعت الأسرة لتناول وجبة الغداء الأم والأب والأبناء فهد وزياد وحسام ...
فهد في عالم آخر يجلس بينهم ولكنهم ليس معهم يفكر فيما ينتظره من والده ...
بعد الإنتهاء من تناول وجبة الغداء تحدث والد فهد بصوت حازم :-
فهد أريدك على إنفراد ...
والنصف دخل على الأسرة سلم ثم صعد سريعاً بدون أن يخاطب أحد ...
وفهد يترقب بخوف نداء والده ..
إجتمعت الأسرة لتناول وجبة الغداء الأم والأب والأبناء فهد وزياد وحسام ...
فهد في عالم آخر يجلس بينهم ولكنهم ليس معهم يفكر فيما ينتظره من والده ...
بعد الإنتهاء من تناول وجبة الغداء تحدث والد فهد بصوت حازم :-
فهد أريدك على إنفراد ...
فهد إرتجف من الداخل ذهب خلف أبيه نحو
مكتبه بدأ والد فهد حديثه بسؤال إستنكاري
مكتبه بدأ والد فهد حديثه بسؤال إستنكاري
( لماذا فعلت ذلك يافهد ؟! )...
فهد لم يعرف كيف يرد ولا ماذا يقول فهو يُقرُ بخطئه
ويعرف مدى تأثر والده بما فعل ....
ويعرف مدى تأثر والده بما فعل ....
تحدث والد فهد كثيراً حدثه عن فوائد العلم ثم حدثه عن أهمية الصدق
وآثاره وكيف ينجى الله الصادقين ويرفع شأنهم
وكيف يخفق أعمال الكاذبين ويفضحهم ....
وآثاره وكيف ينجى الله الصادقين ويرفع شأنهم
وكيف يخفق أعمال الكاذبين ويفضحهم ....
تعلم فهد درساً لن ينساه طيلة حياته إعتذر من والده بكى بألم وندم ..
قبل رأس وألده ووعده أن لايكرر هذا الخطأ ...
أكمل فهد يومه يقرأ ويجتهد ليعوض مافاته في غيابه عن المدرسة...
نام باكراً ليستيقظ باكراً على إيقاعات ساعته
التي جعل الآذان نغمة لها هتفت الله أكبر.. الله أكبر ...
قبل رأس وألده ووعده أن لايكرر هذا الخطأ ...
أكمل فهد يومه يقرأ ويجتهد ليعوض مافاته في غيابه عن المدرسة...
نام باكراً ليستيقظ باكراً على إيقاعات ساعته
التي جعل الآذان نغمة لها هتفت الله أكبر.. الله أكبر ...
أقفلها ليتوضأ ويبدأ يومه بخير ....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق