••.•°¯`•.•• (الشك المزعج ) ••.•°¯`•.••
من كثر ما سمعت ، ولازلتُ أسمع عن تفشي هذا المرض بين أفراد المجتمع ،
أحببتُ أن أكتب عنه للتنبيه عنه والتحذير منه ...
وأعتقد أن ضعف الوازع الديني هوالسبب الأول والأهم من كل تلك الأسباب ،
ومهما تكن الأسباب فإن الظاهرة تزعج الجميع ، وعلاجها يعتمد على مدى استفحال هذا المرض في نفس صاحبه ،
فأعتقد بأن الحالات المتقدمة منه ، لاتعالج إلا على أيدي أطباء نفسيين ...
ينبغي علينا ألا نتجاهل هذا المرض ، فربما بدأ بوسوسه للشيطان صغيراً ثم يكبر مع الأيام ،
بالإهمال وبالإبتعاد عن الله سبحانه وتعالى ...
،
،
بالثقة ينمو الحب ... كما ينمو الغصن الأخضر ...
وبالشك يموت الغرام ...كما يموت الطفل الرضيع في أحضان أمه...
الشك ...إحساس مخيف ، وقاتل...
يحيل النعيم إلى جحيم ...
والإنسان الشكاك يضع الناس دائماً في سجن الإتهام ،
ويخول نفسه قاضياً عليهم ، بدون حق وبدون أدلة ...
إنني في الحقيقة مشفقة عليه ، لأنه يحرق نفسه بنار موجعة تأكل منه لتشتعل ثم يكتوي بلهيبها كل من حوله ...
الشك وباء خطير يدب في الجسد فينتشر تدريجياً وغالباً "سريعاً" مدمراً صاحبه ...
هو كالأذى رائحته نتنه ، كريهة ليس منه أي فائدة ...
وإلا لما كان بقاءه مشلكة في أجسادنا...
الشك يزرع الشوك ... ويقتل أزهار الود...
يباعد بين الأرواح وينشر البغضاء بينها...
ويعكر صفو الحياة الهادئة ...
لا يولد إلا في قلوب مريضي النفوس ، فهو في قلوبهم يجد أرضاً خصبة يمد بها جذوره في كل الأنحاء ...
البعض من الشكاكين يبررون لأنفسهم ، فيقولون :( إن الشك هو غيرة ناتجة عن شدة الحب )،
ولكنهم في الحقيقة لايضحكون إلا على أنفسهم ...
لأن الخطأ لن يكون في يوم ما صح ...
ولأن السيئة ليست أبداً كالحسنة ...
واحذر أخي / أختي المسلم / ـــه من أن يدب الشك في حياتك الأسرية ...
أو حياتك الزوجية ...
فإنه يهدم البيوت العامرة ، ويخرب الديار السعيدة ...
فهو كالنبش في المقابر التي تمتلئ بالجماجم والهياكل...
هو كالعواصف والرياح التي تحطم كل مايقابلها وجميع ماتلقاه في طريقها ...
لدي عدة أسئلة للإنسان الشكاك " صاحب الغيرة المرضية " ...
ماذا جنيت من شكوكك ؟؟؟!!!
وإلى متى سوف تستمر بمراقبتك للآخرين ؟؟؟!!!
وماهي مبرراتك لشكوكك ؟؟؟!!!
وماهو موقفك لو انعكس الدور فأصبحت أنت المتهم دوماً؟؟؟!!!
هل لك أن تريح نفسك قليلاً من عناء البحث والإستقصاء فيما لايخصك ؟؟؟!!!
سأهديك ياعزيزي/عزيزتي نصائح علِي أساعدك قليلاً في حل مشكلتك النفسية : -
1. إهدأ قليلاً ... استرد أنفاسك ... اذكر ربك ...
صل على نبيك ... ( دع مايريبك إلى مالايريبك )...
فأنت دوماً تركض وراء الآخرين لتراقبهم " حتى في أحلامك "...
2. استفد من وقتك الضائع المهدر في السعي وراء رواياتك وخيالاتك
التي غالباً لاتمت للواقع بصلة
( فالوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك )...
واجعل ساعاتك وأيامك لحظات رضى وسعادة ، وطمأنينة ،
اقضيها فيما يفيدك في دنياك وآخرتك ...
3. لاتظن بأن اكتشافك لأخطاء الناس ، وكشفك لستر أمورهم الخاصة ،
واطلاعك بعنوة على أسرارهم سيخمد براكين فضولك ، بل على العكس تماماً ،
فمعرفتك لأسرار الآخرين ستزيد من حبك لهوايتك الفاسدة ،
وبالتالي ستزيد من حصدك للذنوب والآثام التي لها أول وليس لها آخر..
قال تعالى : ( ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضاَ )...
4. ضع نفسك مكان الآخرين عندما تريد أن تتعامل معهم ،
وأحسن الظن فيمن حولك (إن بعض الظن إثم ) ، ولاتظن بأنك ذكي في شكك وأنه لن يفوتك فائت ،
ولاتنس الحكمة ( كل إنسان يرى الناس بمنظاره ) ، وبتعبير آخر (كل يرى الناس بعين طبعه )...
5. كل إنسان له خصوصيته ، فأنت أيضاً لديك زوايا خاصة في حياتك لاتحب أن يركن إليها أحد ...
6. عزيزي / عزيزتي ( المريض / المريضه ) ، لن تستطيع بشكك إصلاح الناس ،
فهذه ليست طريقة للنصيحة أو للهداية ، وكل إنسان محاسب بعمله ، فعليك بمحاسبة نفسك فقط ،
و( دع الخلق للخالق ) ، قال تعالى :( ولاتزر وازرة وزر أخرى )...
عزيزي/ عزيزتي المصابة بمرض الشك ،
إذا لم تفدك نصائحي لابد لك من التوجه سريعاً لأقرب طبيب نفسي ، فهو بالطبع أكثر مني خبره ودرايه ...
الحمد لله الذي عافانا مما ابتلى به كثيرمن عباده ...
اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك ...
((( دعواتكم لكل مصاب بالشفاء العاجل )))
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق