©§][§©¤][رحلة في عالم آخر][¤©§][§©

©§][§©¤][رحلة في عالم آخر][¤©§][§©

في جو ربيعي مشرق أخذت نفس عميق لأغوص في باطن التفكير الإيجابي ...

أمضي قدماً ... أسير للأمام بلا تردد...

أُهرول مرات وأسمع يصوت الحق ينشداً داخلي يارب يارب ماأكرمك ...

وأحياناً أفضل المشي بصمت أتأمل وأتدبر من محيطي...
قررتُ أن أنطلق وأطلق لروحي العنان لتسرح
وتمرح في مجال أكبر من قبل ولكنه لايتعدى حدود الحلال ....

أردت أن أمنحها فرصة للتحليق والطيران فاستيقظت باكراً مع الشمس
وفتحت فافذتي بوجة مبتسم تحركت العصافير وألقت علي التحية ...

( صباح الخير أرض الأمل )

ما أجملها وكم تعجبني أصواتها ...

حدثتُ ذاتي أحبك وراضية عنك ...

إستقبلتُ أنسام الصباح المثيرة بإنشراح ، شعرت بها وهي تقبل وجنتاي ،
كانت منشط أنعشت بشرتي وحركت ملامحي ،
رسمتْ إبتسامة عريضة على وجهي ، إنها مساج طبيعي ريحني ...

بسم الله بدأت يومي بذكر الله...

( الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور )

وبعد أن قرأت أذكار الصباح تناولتُ وجبة الفطور مع أسرتي
ثم بدأنا نجهز عدتنا فلقد إتفقنا أن نقوم برحلة برية ..

في الساعة الثامنة من ذلك الصباح الربيعي المشرق تحركت سيارتنا متجهة نحو الأرض الرحبة...

الوقت يمشي على مهل وكأن أحداً يشده للخلف ...

و صلنا للمكان المحدد أخرجنا عدتنا وفرشنا بساطاً للجلوس فالأجواء كانت مثيرةً وساحرةً ...

في تلك اللحظات تأملتُ ساعتي فإذا هي تشير إلى التاسعة والنصف بتوقيت الرياض...

جلسَ أفراد أسرتي يتبادلون أطراف الحديث حتى العاشرة والنصف
ثم بدأنا بإعداد الغداء أقوقدنا النار إستعداداً للشواء ...

الأطفال حولنا يمرحون ويلعبون يضحكون بسعادة غامرة تملأ محياهم...

إلتفتُ لساعتي مره أخرى فإذا هي الثانية عشر توضأتُ
وصليتُ ثم عدتُ لأساعد أسرتي في تجهيز المائدة...

مضت اللحظات الحلوة سريعاً ...

سبحان الله الساعات الجميلة تنقضي كلمح البصر ...

تجمعنا مرة أخرى للغداء أكلنا وشربنا وحمدنا الله على نعمة ....

دخل وقتُ العصر صلينا جماعة أنا وإخوتي ثم جلسنا سوياً نحتسي الشاي
بأجواء مرحة نتذكر فيها بعض المواقف الطريفة التي قابلتنا في حياتنا
وماهي إلا لحظات وإذا بأخي يخبرنا بدخول وقت صلاة الغرب ...

السماء بدأ وجهها يتبدل كأنها تخلع لباس النهار المضئ وترتدي لباس الليل القاتم ...

صلينا جماعة ثم أحببت أن أبتعد قليلاً فمشيت وحدي
وأخذني تفكيري للتأمل بتلك الصحراء الرحبة الجرداء ، وبتلك السحب والسماء ...

سبحان من خلقها سبحان من سواها ...

سرقني التأمل العميق من واقعي فجعلني أكتب على الرمل الناعم
وعقلي يسرح في أفق الروح التأملية ...

وإبتعدتُ أكثر حتى جلستُ على ربوة وبدأ الظلام يحيط بي من كل مكان
وكأنه يكبلني هنا شعرتُ بخوف وأدركتُ أني إبتعدتُ كثيراً ،
حاولتُ أن أتذكر طريق مجيئي لأعود أدراجي ولكن عبثاً فالظلام والمكان لم يسمح لي بذلك ...

شعورمختلط خوف وندم ... وأحدثُ نفسي ..

ليتني لم أبتعد ...

الشمس إختفت تماماً والليل إستولى على بقايا النور ...

والصمت الموحش يفترس مشاعر الأمان ....

هنا تجمد الدم في عروقي وأصبح جسدي يرتجف ويترقب منجد ...

وبسرعة تذكرتُ وسيلة الإتصال فحملتُ هاتفي النقال لأتصل بأخي ولكن يا لحظي !!!!

الهاتف يظهر رسالة ( البطارية ضعيفة ) ثم فجأة يقفل وينطفي نوره ...

يا الله ماهذا ؟؟؟!!!

أحسستُ بضياع المؤلم القاسي ... فغضبتُ من نفسي ...

لماذا لم أوفر الشحن الكافي ... هذا بسبب إهمالي ...

تصاعدتْ أنفاسي ... وضربتُ الأرض بقدمي ...

آآآآآه آلمتني جداً ...

هنا ...

إستيقظتُ من نومي مفزوعة لقد كان كابوس مخيف ...

بصقتُ عن يساري وإستعذتُ بالله من الشيطان الرجيم
ثم شربتُ ماء لأروي عروقي الجافة ...

وتذكرتُ مصيبة من ضل عن الطريق كيف يعيش في ظلام ...

كيف يعيش في تيه ؟؟؟!!!

لاحول ولاقوة إلا بالله مجرد لحظات قليلة عشتها في تلك الصحراء
جعلتني أخاف وأتوتر وأقلق ...

ضلال سببه إتباع الهوى والميل للشهوات التي تترك بدون تهذيب...

فالشيطان أقسم بإغواء الإنسان فلن باب فساد دون أن يفتحه لإبن آدم ...

قال تعالى :- فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ .

نعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ...

حمدتُ الله على نعمة الإسلام وعلى نعمة الإيمان
وتوضأتُ لأصلي ركعتين شكر لله على نعمه التي لاتحصى ولاتعــد ...

تقبلوا خالص شكري وتقديري ...

( ملكة الإحساس )